وحث السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في الضاحية الجنوبية ببيروت "الشعوب العربية والإسلامية على ضرورة عدم نسيان القضية الفلسطينية وإبقائها من الأولويات في كل الحراك العربي"، ولفت من جهة ثانية الى أن "نزيف الدم لا يزال مستمراً في سوريا، وبات الوضع فيها ينذر بعواقب وخيمة على هذا الصعيد".
واكد أن على الجامعة العربية أن "تعمل بكل جدية لفتح قنوات الحوار بين كل مكونات الشعب السوري، بدلاً من أن تطرق أبواب الأمم المتحدة، التي نخشى أن تجعل سوريا موقعاً للتجاذبات الدولية وصراع النفوذ فيما بينها، لا على مستوى المنطقة فقط، بل في العالم".
ودعا فضل الله الى "ضرورة تلقف أي عمل إصلاحي مهما كان متواضعاً للبناء عليه، لعل ذلك يشكل بداية طريق لحل الأزمة في سوريا ووقايتها من كل الصراعات الداخلية الدامية"، معتبرا أن "العنف لا يحل أي مشكلة في أي حراك شعبي، حيث لا بد في البحرين من الإصغاء إلى الجهات الفاعلة والواعية من الشعب للوصول إلى نتائج إيجابية".
وفي سياق آخر، قال السيد فضل الله "إننا نتوقف عند ذكرى إستشهاد القادة، الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، والحاج عماد مغنية، وكل الشهداء، لنؤكد أهمية الدور الذي قامت به المقاومة، ولا سيما المقاومة الإسلامية التي قدمت أغلى التضحيات، لا من أفرادها فحسب، بل أيضا من قياداتها على مذبح الوطن، كل الوطن"، مجدداً "التأكيد على الجميع بضرورة حفظ هذه المقاومة وعدم إدخال سلاحها في السجالات الداخلية، لا سيما في هذه المرحلة التي يطلق فيها العدو التهديدات".
بدوره، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان
في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمام الحسين (ع) في منطقة برج البراجنة ، أهاب المفتي قبلان بالجميع ودعاهم إلى "وحدة الصف وجمع الكلمة، فالمرحلة ليست مرحلة انقسامات ولا تحديات ولا تسجيل نقاط، بل هي مرحلة التنازل والتناصح والتكاتف من أجل غاية عظمى هي الوطن واستقراره، والرهان على غير ذلك يعني الذهاب إلى الفتنة، فالأرض خصبة والمحيط بنا من أحداث والمستجد من تغيرات وتحولات سيوقعنا في فخ الأميركي - الصهيوني، إذا لم نتعامل مع واقع الحال بإيجابية ووعي، لما قد ينجم جراء هذه الهجمة الظالمة المجنونة على سوريا، سوريا التي لا نريد لها ولشعبها إلا الخير والاستقرار تتعرض الآن لعدوان مفضوح يستهدف موقعها الاستراتيجي في الصراع العربي – الإسرائيلي، وبالتالي محاولة ضربها هي محاولة لشل ذراع من أذرعة الخط الممانع والمقاوم للغطرسة الأميركية – الإسرائيلية على منطقتنا وشعوبها، لذا ننصح من يحاولون زج لبنان وإقحام اللبنانيين بما يجري في سوريا بمراجعة حساباتهم وتصحيح مواقفهم، لأن في ذلك مصلحة لبنان العليا".
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء (ع) في صيدا، لفت الشيخ عفيف النابلسي الى أنه "من المفترض على من لا يملك فكرة واضحة عن حجم التآمر الدولي والعربي على سوريا أن يدرك اليوم أن ما يجري في المؤسسات الدولية وعلى المستوى الميداني العسكري وعلى المستوى الإعلامي من تحريض وتضليل، هو ضمن مخطط كبير للنيل من سوريا التي مثلت ولا تزال تمثل عنواناً كبيراً من عناوين التحدي والمقاومة ضد المشروع الاستعماري الغربي والاسرائيلي.
وقال الشيخ النابلسي أن "الإطاحة بسوريا بنظر الغربيين والإسرائيليين هي إطاحة بالقضية الفلسطينية، وهي إعادة رسم المنطقة في إطار تكون فيه "إسرائيل" هي السيدة المطلقة، وهي الحامية لكل المصالح الغربية في المنطقة"، وأضاف "لذلك عندما نوجّه عناية الناس إلى فهم طبيعة العدوان على سوريا، إنما نريد أن نقول لهم إن المقصود بسوريا فلسطين، وإن المدخل إلى سوريا هو فلسطين، وإن العدوان على سوريا هو عدوان على فلسطين، فلا يجوز أن نغرق في عصبياتنا وأهوائنا، بل علينا أن نعي حقيقة الصراع في سوريا والمنطقة، خصوصاً أن القيادة السورية قد بلغت بالإصلاحات السياسية التي قدمتها شوطاً مهماً وكبيراً".
وأردف قائلاً "العرب الحريصون على الإصلاحات في سوريا، والمعارضة التي كانت تطالب بالإصلاحات، نقول لهم جميعاً "هذه الإصلاحات أمامكم، هذا هو الدستور الجديد، وهذا هو قانون الأحزاب الجديد، وهذا هو قانون الإعلام الجديد، وهذه القوانين الجديدة التي تكفل الحريات الشخصية والعامة وتكفل التغيير والتناوب على السلطة. فهل في الدول الغربية الديمقراطية أكثر من ذلك؟".
واختتم يقول "لهذا نحن ندعو مجدداً الشعب السوري كله إلى العودة إلى أصوله وقيمه، وأن يجلس على طاولة الحوار، ويلتفت إلى أن وحدته الداخلية واستقراره وسلمه هي أقوى سلاح في وجه "إسرائيل" وكل المتآمرين"./انتهى/
رمز الخبر 1536474
تعليقك